السيره الذاتيه ل عامر بن شرحبيل المعروف بالشعبي رضي الله عنه
لست سنوات خلت من خلافة الفاروق رضوان الله عليه ولد للمسلمون مولود نحيل الجسم صغير الجسد وذلك لان اخاه زاحمه على رحم امه فلم يدع له مجالا للنمو ولكنه لم يستطع بعد ذلك .ان يزاحمه على لاهو ولا غيره في
مجالات العلم والحلم والحفظ والفهم والعبقريه
ذالكم هو عامر بن شرحبيل الحميري المعروف بالشعبي
نابغة المسلمين في عصره
ولد الشعبي في الكوفه وفيها نشأ
لكن المدينه المنوره مهواى فؤاده ومطمح نفسه فكان يمضي إليها من حين الى آخر ليلقى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليأخذ عنهم
فقد كان الشعبي فتى متوقد بالذكاء يقظ الفؤاد مرهف الذهن دقيق الفهم آيه في قوة الحافضه والذاكره
فقد روي عنه انه قال :
ما كتبت سوداء في بيضا قط ولاحدثني رجل بحديث الا حفظته ولا سمعت من امرئ كلاما ثم احببت ان يعيده علي
ولما آلت الخلافه الى عبد الملك بن مروان كتب الى الحجاج عامله على العراق أن ابعث لي رجلا يصلح للدين والدنيا واتخذه سميرا وجليسا فبعث اليه بالشعبي فجعله من خاصته واخذ يفزع الى علمه في المعضلات ويعول على رأيه في الملمات ويبعثه سفيرا بينه وبين الملوك
لقد بلغ الشعبي في العلم منزله جعلته رابع ثلاثه في عصره فقد كان الزهري يقول العلماء اربعه
سعيد بن المسيب في المدينه
وعامر الشعبي في الكوفه
الحسن البصري في البصره
ومكحول في الشام
ولاكن الشعبي كان لشدة تواضعه يخجل اذا اطلق عليه
لقب عالم فقد خاطبه احدهم قائلا :
اجبني ايه الفقيه العالم
فقال :
ويحك لا تطرنا يما ليس فينا
الفقيه من تورع عن محارم الله والعالم من خشي الله واين نحن من ذلك
فقد كان الشعبي يتحلى بكريم الشمائل وجليل الخصال ومن ذلك انه كان يكره المراء ويتصاون من الخوض فيما لا يعنيه فلقد كلمه احد اصحابه ذات يوم فقال
يا ابا عمر
فقال : لبيك
فقال :
ما تقول فيما يتكلم فيه الناس من امر هذين الرجلين
فقال الشعبي : اي رجلين
فقال : عثمان وعلي
فقال الشعبي :
اني والله لفي غنى عن ان اجيء يوم القيامه خصيما لعثمان بن عفان او لعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما
ولقد جمع الشعبي الى العلم والحلم فقد روي ان رجلا شتمه اقبح الشتائم واسمعه اقذع الكلام فلم يزد على ان
قال له :
ان كنت صادقا فيما ترميني به غفر الله لي وان كنت كاذب غفر الله لك
ولعل خير مايصور خِلال الشعبي ما حكاه عن نفسه حيث قال : ما حللت حوبتي الى شئ ينظر اليه الناس
ولا ضربت غلاما لي قط
وما مات ذو قرابه لي الا قضيت عنه دينه
وبعد فقد عمر الشعبي حتى زاد عمره على الثمانين عاما
فلما لبى نداء ربه ونعي الى الحسن البصري قال :
(يرحمه الله فلقد كان واسع العلم عظيم الحلم وانه من الاسلام بمكان )
