0 معجب 0 شخص غير معجب
5 مشاهدات
في تصنيف ثقافه إسلاميه بواسطة (3.9مليون نقاط)
أحاديث عن أهمية الوقت وكيفية قضائة

ورد في القرآن الكريم أكثر من آية تشير إلى أهمية الوقت، فالله سبحانه وتعالى يُقسم بالضحى : ( والضحى والليل إذا سجى ) [ الضحى : ١]، وأقسم بالفجر: (والفجر وليال عشر [الفجر: ١]، وأقسم بالليل وبالنهار وهذه من الوقت، والله سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء لكنه لا يقسم إلا بأمر جليل. أما الأحاديث فنسوق بعضاً منها وهي مؤكدة لأهمية الوقت ومنها : ما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يبغض كل جعوري جواظ صخاب بالأسواق، جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة . والجعــوري : الفظ الغليظ المتكبر. رواه ابن حيان بإسناد صحيح . هذا الحديث يشير إلى بغض الله تعالى ومقته لهذه الفئة

من الناس التي لا ترعى الوقت ولا تستفيد منه وإنما تتقلب في من الليل والنهار دون أن تحس بأهميته.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل»، رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني فإذا كان هذا تحسر أهل الجنة وهم الذين دخلوها برحمة الله تعالى أولاً ثم بأعمالهم الطيبة وبما استثمروه من أوقاتهم فما بالكم بمن دونهم

وروى البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ»، يقول ابن بطال عليه رحمة الله في معنى الحديث : إن الإنسان لا يكون فارغاً حتى يكون مكفياً صحيح البدن فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه من فرط في ذلك فهو المغبون وأشار بقوله : «كثير من الناس "

إلى أن الذين وفقوا لذلك قليل .

ويقول ابن الجوزي أيضاً: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش وقد يكون مستغنياً لكن لا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعت الصحة والفراغ فغلب عليهم كسل عن الطاعة فهو المغبون لأن الدنيا مزرعة الآخرة، ومن هنا نفهم قصد النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول : فالمغبونون حقاً . نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ . هم الذين لا يستفيدون من هذه النعم التي أنعم الله عليهم بها، فلا يستخدمونها في طاعة الله تعالى وفيما ينفع أنفسهم ويعود بالنفع على مجتمعهم، وهؤلاء الغافلون وصفهم الإمام الغزالي في كتابه «إحياء علوم الدين وصفاً دقيقاً فقال: اعلم أن مثل أهل الدنيا في غفلتهم كمثل قوم ركبوا سفينة فانتهوا إلى جزيرة معشبة فخرجوا لقضاء الحاجة، فحذرهم الملاح من التأخر فيها وأمرهم أن يقيموا بقدر حاجتهم وحذرهم أن يقلع بالسفينة ويتركهم فبادر بعضهم ورجع سريعاً وهؤلاء صادفوا أحسن الأمكنة وأوسعها فاستقروا فيها والباقون انقسموا فرقا الأولى استغرقت في النظر إلى أزهار هذه الجزيرة وانهارها المضطردة وثمارها الطيبة وجواهرها ومعادنها، ثم استيقظ فبادر إلى السفينة فلقى مكاناً دون الأول، فنجا، والثانية : كالأولى ولكنها أكبت على تلك الجواهر والثمار والأزهار ولم تسمح نفسه لتركها فحمل منها ما قدر عليه فتشاغل بجمعه وحمله ووصل إلى السفينة مكاناً أضيق من الأولى، ولم تسمح برمي ما به ثم لم يلبث أن ذبلت الأزهار ويبست الثمار وهاجت الرياح فلم يجد بدا من إلقاء ما استصحبه حتى نجا بحشاشة نفسه والثالثة : توغلت في الغياض وغفلت عن نفسه فوجد استصحبه فصار مثقلاً وصية الملاح ثم سمعوا نداءه بالرحيل فرجعت فوجدت السفينة قد أقلعت فبقيت بما استصحبت في البر حتى هلكلت والرابعة اشتدت بها الغفلة حتى عن سماع النداء وسارت السفينة فانقسموا فرقاً : منهم من افترسته السباع، ومنهم من تاه على وجهه هلك، ومنهم من مات جوعاً، ومنهم من نهشته الحيات فهذا مثل أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة وغفلتهم عن عاقبة أمرهم وما أقبح من يزعم أنه بصير عاقل وهو يغتر حتى بالأحجار من الذهب والفضة والهشيم من الأزهار والثمار وهو لا يصحبه شيء من ذلك بعد الموت والله المستعانأ . هـ وهذا المثل في الحقيقة واقع كثير من المسلمين يخوضون في الحياة الدنيا ويجمعون ما يجمعون ثم تثقلهم هذه الجموع وربما لفظوا أنفاسهم الأخيرة دون أن يستفيدوا مما جمعوه شيئاً، ولو استثمروا أوقاتهم واستفادوا من هذه الفرص المتاحة لهم بطاعة الله

تعالى لكانت الحصيلة أكثر وكانت النتيجة أفضل .

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.9مليون نقاط)
أحاديث عن أهمية الوقت وكيفية قضائة

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 3 مشاهدات
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 4 مشاهدات
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...